السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدتها ساكنه دامعه تنظر نظرات حيرة وقلق .فتقدمت برفق لأسألها ما بك؟ نظرت إلى وقد إختنق صوتها وإحتبست الدموع في عينيها فقالت بصوت خفيض دعينى أرجوكى أتركينى لحالى بالله عليك وإذا بها تنهار باكيه بصوت عال لم أسمعه في حياتى من قبل كما لو أنها لم تبك منذ زمن .نظرت إليها بعين حانيه متسائله ماذا بك يا نفسي ؟ ما الذى يدعو لكل هذا ؟ ألهذه الدرجه تتألمى ؟ ألهذه الدرجه تحملين بين جوانبك كل هذا الضيق والأسي؟ قالت نفسي وقد حاولت أن تكفكف دموعها تتسائلين ماذا بي وأنت أدرى الناس بي .هل لى أن أسألك أنت يا صاحبة النفس ما الذى يدعونى للبكاء ؟ماذا تعتقدين قد ألِم بي ؟ نظرت إليها شارده وأنا لا أعرف بما أرد لقد شغلتنى هموم الحياة ولم أعد أدرى شيئاً عن نفسي التى تسكن بين أضلعى .أحسست حينئذ بالخجل كيف لى أن أتهاون في حق نفسي أليس لها بعض الحق على ؟ ولكن ماذا عساى أن أفعل في ظل مشاغل الحياة ؟ أحسست بفداحة خطأي تجاهها ولكنى حمدت ربي أنى إستدركت خطأى في الوقت المناسب . أخذت نفسي نفساً عميقاً وتنهدت قائله لقد تعبت فأنتِ تعامليننى كما لو أننى وعاء تفرغين به كل مشاكلك وهمومك إلى أن فاض بي الكيل ولم يعد في إستطاعتى إستيعاب المزيد . لقد مللت كثرة المشاكل ومللت أكثر عدم قدرتك على الحل إنك دوماً تلقين بمشاكلك إلىَ وأنا أحاول دوماً أن أساعدك وأن أتحمل أخطائك ولكنك تستمرى ولا تراعى مدى الآلام التى أعانيها مما أنا فيه . نظرت إليها برفق محاوله أن أهدىء من روعها وأن أخفف من حدة الحوار حتى لا تزداد ضيقاً . فقلت لها عزيزتى نفسي أنتِ لى وأنا لكِ فكلانا مرتبطان ببعض أشد الإرتباط .فلم تعد العلاقه بيننا علاقة شخص ونفسه وإنما بيننا تواصل وإندماج حتى أننا قد إنصهرنا في بوتقه واحده . فأصبحتِ أنتِ أنا وأنا أنتِ . ومابكِ هو بي وما بي هو بكِ .إننى أحاول جاهده أن أحل مشاكلى ولكننى أجد نفسي حينما يحل الليل أبحث عن من له القدرة أن يحتوينى ويحتوى مشاكلى فلا أجد إلا أنتِ .قد تتسائلين وأين الإخوة والصحاب فأقول لك ذهب الجميع بمشاغلهم فأصبحت أتثاقل عليكِ كى تسمعيننى وأُشركك في حل مشاكلى .قد تكونى بالفعل وعاء ولكنك بالنسبة لى لست كأى وعاء وإنما وعاء لا يقدر بثمن وحجمه لا آخر له .بالله عليك يا نفسي لا تلوميننى ولا تقسين علىَ فأنا أحتاج إليكِ أكثر من أى وقت مضى . فأنت ملهمتى وبكِ تزداد ثقتى فلا تتخلى عنى .
اللهم أعنا على ذكرك وحسن عبادتك