يوم عرفتك
رحلت الراحلة عنى . غادرت أجوائى
هجرتنى دون أن تترك لى عنوانها
لم تترك لى إلا الشتات والحيرة
لكن ..
يهون وجعى . شتاتى وحيرتى
يهون عذابى حتى وأن تضاعف ألف مرة
يهون أى شئ
وأعرف أجابة لسؤال يراودنى
هل أنت تحبينى ؟
آه ..
كم غافلت عقلى وطرحت سؤالى الحائر
على حبيبات البن العالقة بجدران فنجان قهوتى
كم تجاوزت وعيى ولذت بعالم الخرافة
أبحث عن راحة مفقودة بين أوهامة
كم فتحت كفى لعراف
وفتحت كتابى . وكم تهت بسؤالى الحائر
بحثا عمن يأتينى بجوابه
وكم عدت خائب وقد أزددت حيرة ورهقا
هل تحبينى ؟
أم أنا مجرد إنسان يتوهم مالا وجود له ؟
خائف أن أكون قد عشت هذا الحلم الجميل
على مجرد كلمات اعجاب
قلتيها أنت كمجاملة غزلية . أو غزل مجامل
أو تكونى قد ظننتى دون قصد منك ؟
وكل تلك القصائد .كل تلك الزهور
على سبيل المجاملة ؟
ان كنتى تحبينى حقا
كيف تتركينى رهين الشك هكذا
ضائع فى غياهب الغموض
أتساقط انكسارا فى انكسار ؟
كيف تكونى نسيجا فى كيانى
وتسلمينى للغربة عنك ؟
تكلمى . قولى شيئا
أجعليني أسمع مرة حروف حبك منطوقة
أجعليني أتوافق مع نفسى
وأرفع عينى مرة دون خجل منى
أمنحينى لحظة يقين . أمنحك عمرى
فرحة لم يعرفها بشر قبلك
تكلمى قولى إنى متوغل فى وجدانكِ
مثلما أنتِ متوغلة فى
قولى أنى كل ليلة فى جزيرة أفكارك
قولى حتى أنى زرتها مرة
آه مجـروح أنا بصمتك
ولا كلمة تأتينى منك لتبلسم جرحى