[center]
هل مات الخيال ؟؟.. هل اندثرت معاني الحب وأصبحت كلماته جوفاء بلا معنى أو إحساس ؟؟ هل اغتلنا بقسوتنا أسمى معاني الحب والجمال ؟ ....
عندما أسهو تائها في بحر الخيال وأكون صورة تقريبية تجريدية لمستقبل لا اعلم عنه سوى ظلمته حينها أشعر بتفاؤل رهيب وقشعريرة سعيدة تتجول في جسدي الضئيل فيمتلئ قلبي إحساسا سعيدا وتذرف عيني دموعا لا حصر لها فأنتظر الدمعة الأخيرة المدمية التي لن أرى بعدها أبدا سوى عيناكي الجميلتان أراهما في ذاكرتي فقط ولن أتذكر غيرهما فهما كل دنياي ...
دوما كنت مع الرأي القائل بأن المعاني كثيرة وليس لها نهاية ولكن الكلمات التي نستخدمها في التعبير عن مشاعرنا لها كمية معينة ولقد انتهت بالفعل فأي لغة لها حدودها فمن الممكن أن أقول مثلا " حبك ثورة قلوب ... زعيمها أنا المحبوب " وكان هذا سطرين في قصيدة ألفتها منذ فترة ليست بالبعيدة وأيضا بإستخدام نفس الكلمات نستطيع عمل معنى جديد تماما مثل " رأيتك فقامت ثورة الإحساس .. فأنتِ من ملكت قلوب الناس " وتتوالى المعاني وتكثر ولكن تندر الكلمات وتنعدم ..
شعور سيء للغاية أن تنفذ كلماتك فلا تستطيع التعبير عما بداخلك من معاني فتضطر أسفا لتكرار كلماتك فيحدث ما يسمى بالملل العاطفي أو ملل الإحساس ووقتها يبدأ الحب في الضعف الظاهري ولكنه يظل بقوته داخل القلب حبيس اللسان معدوم الكلمات ...
إذا كان الأمر هكذا فلماذا لم يختفي الحب ؟؟ الإجابة الوحيدة المنطقية التي دارت في ذهني واقتنعت بها هي أن الزواج والإنجاب هما السبيل لخلق قلب جديد بشعور جديد وبكلمات جديدة بالنسبة له ووقتها تدور الدائرة مرة أخرى وتتكرر الأحداث وقبل أن يزول الحب يظهر قلب جديد وهكذا ...
أظن أن الله سبحانه وتعالى أنعم على بعض عباده بنعمة جميلة تغنيهم عن الكلمات المهددة بالزوال تلك النعمة هي نعمة الصمت !!! نعم فبصمتي أستطيع أن أجعل احساسي يصل لمن أريد ومن يريد .
أظن أنه لا ينعم بتلك النعمة سوى من يمتلك في قلبه شعورا رائعا وإحساس كبير وقل من يملك هذا الإحساس ..!!